شارك سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في الحدث رفيع المستوى احتفالا باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات الذي يوافق 9 سبتمبر من كل عام، والذي ينظمه كل من مؤسسة /التعليم فوق الجميع/ والوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة /اليونيسف/، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/، والممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح.
وأعرب سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن تشرف دولة قطر باستضافة هذا الحدث المهم، مشيرا إلى أن دولة قطر قادت قبل أكثر من عام الجهود التي أدت إلى اتخاذ القرار التاريخي 74/275 الذي أعلن يوم 9 سبتمبر يوما دوليا لحماية التعليم من الهجمات.
وقال سعادته في كلمة أمام الحدث رفيع المستوى إن دولة قطر قامت بذلك المسعى إيمانا منها بأن التعليم أولوية سياسية وإنمائية أساسية لها، مضيفا: "نحن نؤمن إيمانا راسخا بالقوة التحويلية التي يكتنزها التعليم لذا، فمن الحيوي أن نضمن استمرار التعليم أثناء النزاع المسلح، وأن نوفر ونيسر برامج التعاون والمساعدة الدولية التي تعمل على درء الهجمات على التعليم أو التصدي لها، وهذا الموقف ليس خيارا، بل هو واجب".
وشدد على أن ذلك "أمر حتمي لأن التعليم يمنح الفتيات والفتيان الأمل والثقة والكرامة، ويزودهم بما يحتاجونه من معارف ومهارات للإفلات من براثن الفقر، وينقذ الأرواح ويقلل من تفشي الأمراض والجوائح التي يمكن الوقاية منها، كما أن التعليم يؤدي دورا حيويا في إعادة بناء المجتمعات المتضررة من النزاع أثناء انتقالها إلى السلام، ومن خلال التأثير على مواقف الناس وسلوكياتهم، يشكل التعليم قناة رئيسية لتحسين التفاهم والتسامح والاحترام المتبادل سواء لبعضنا البعض أو لكوكبنا".
ولفت سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى أن "ملايين الأطفال والشباب ما زالوا خارج المدرسة إما بسبب عيشهم في حالة طوارئ أو نزاع، وإما بسبب سعيهم إلى الفرار منها، وعلاوة على ذلك، سجلت في السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في الهجمات على المدارس وعلى بنيتها التحتية، ما أدى إلى حرمان عدد مثير للجزع من الأطفال من التعليم الجيد، وأكثر ما يقلق دولة قطر هو أن العديد من الأطفال والشباب المتضررين سيطويهم النسيان وقد لا يعودون إلى مقاعد الدراسة أبدا".
وأشار سعادته إلى ضرورة إيلاء الأولوية لتعليم الفتيات في حالات النزاع، منبها إلى أنه "عندما لا تكون الفتيات في المدرسة، يزداد الخطر المحدق بسلامتهن وبكرامتهن بشكل كبير".
وأكد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن دولة قطر مهتمة اهتماما كبيرا بحصول الأطفال والشباب في أفغانستان على التعليم "ونحن نبذل قصارى جهدنا دعما لهم، فعلى سبيل المثال، وبرعاية حكومة دولة قطر، تمكنت مجموعة من 111 تلميذة أفغانية من مدرسة خاصة بالمهارات القيادية في كابول من السفر إلى الدوحة، كما أن أعضاء فريق الروبوتات الشهير للفتيات في أفغانستان موجودات أيضا في قطر، وقد جرى نقلهن من كابول إلى الدوحة بمساعدة الحكومة القطرية، وسيمنحن الفرصة لمواصلة تعليمهن فضلا عن عملهن في مجال الروبوتات".
وتابع: "نحن نعمل أيضا بشكل مستمر مع شركائنا الدوليين من أجل حماية المدنيين في أفغانستان في سياق الوضع السياسي الحالي في البلد، بما في ذلك الطلاب والدارسون ومواطنو البلدان الصديقة والصحافيون الساعون إلى مغادرة أفغانستان من خلال توفير ممر آمن للسفر إلى الدوحة وما بعدها".
وجدد سعادته التأكيد على أن دولة قطر لا تدخر جهدا في سبيل تعزيز آليات الرصد والإبلاغ، بما في ذلك الاستثمار في جمع البيانات وتحليلها، من أجل ضمان المساءلة عن الانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال والمعلمين، وكذلك عن الهجمات على المدارس التي تشن بما يتعارض مع القانون الدولي الإنساني.